nacer maameri
هل تُعانون من هذا التفكير المستمر بالشبكات الاجتماعية؟ والذي يجعل البُعْد عنها ولو لفترة وجيزة أمراً لا يُطاق؟ إليكم ما سيؤكِّد لكم أنكم لستم الوحيدين الذين يفكرون بهذه الطريقة، بل وأصحاب مرض جديد.. جداً!
وفقاً للدراسة التي أجراها موقع MyLife.com بالولايات المتحدة، أثبتت أن هناك 50% من مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية لديهم نفس الشعور بالقلق والضغط سالف الذكر، ويتوجب عليهم أخذ قسطاً من الراحة بعيداً عن الفيس بوك وتويتر؛ لأن المستخدمين غير قادرين على تَحَمُّل أعباء تلك الضغوط النفسيَّة.
أما عن الأسباب الرئيسية لتلك المشكلة ترتكز في أمرين تسبَّبَا في ارتفاع عدد الأشخاص الذين يرغبون في استراحة من تلك الجُرْعَة اليومية من فيس بوك وتويتر وجوجل بلس أو أي شبكة اجتماعية أُخرى، أولهما هي التحديثات والإشعارات، حيث أنه صار الكل يشعر بالقلق لأنهم يخشون فقدان أحد الأحداث المهمة أو تحديث لحالات الأصدقاء بغض النظر عمَّا إذا كانت هذه التحديثات يهتمُّون من أجلها أم لا، والأمر الآخر ليس بحاجة لشرح، وهو ضيق الوقت.
وتكشف الدراسة أن هناك مجهود يتزايد باستمرار على مستخدمي الإنترنت من شبكات اجتماعية وحسابات البريد الإلكتروني الذين يقومون بإدارتها، كذلك الحفاظ على كلمات المرور المختلفة، ومتابعة الأحداث، والرد على ما يقوله الأصدقاء في جميع الأنشطة، كل ذلك يُصيب الجميع بإرهاق وتعب وفقدان للتركيز.
وتم إجراء هذه الدراسة على أكثر من 2000 مستخدم، تتراوح أعمارهم بين 18 وكبار السن، ووجدوا أن أكثر من 40% منهم لديهم أكثر من حساب على الشبكات الاجتماعية، وأن أكثر من 50% من المنتمين إليها أصبحوا يزورون شبكاتهم أكثر بكثير ممَّا كانوا عليه قبل عامين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن 35% من الذين شملهم الدراسة يقضون أكثر من 31 دقيقة في اليوم لزيارة مواقع الشبكات الاجتماعية، وقراءة والرد على رسائل البريد الإلكتروني، وكشفت أيضاً أن 60% من مستخدمي الإنترنت لديهم هذا القلق نتيجة أنهم يخشون فُقدان حدثاً هاماً أو تحديثات حالة الأصدقاء على الشبكات الاجتماعية، وأن أكثر من 50% لديهم مرض الفومو F.O.M.O – وهي اختصار Fear of Missing Out – وهو الخوف من فقدان وتفويت التحديثات.
إن السير في أي مطعم أو أي مكان عام، لابُد لنا وأن نرى جزء كبير من الناس ينظرون ويتطلعون بشغف إلى هواتفهم، أجهزتهم الدفترية واللوحية ومتابعتهم لتويتر وفيس بوك ليذهبوا إلى عالم آخر.
الشيء الجميل في تلك الشبكات الاجتماعية هو أمر واحد فقط، والذي يسمح لنا بالبقاء على الاتصال مع العالم الخارجي بكل رفاهية وفي أي وقت – 24 ساعة / 7 أيام -، وهذا البقاء الافتراضي هو سبب مرض FOMO اللعين، 25% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية يتحققون من صفحاتهم بمجرد استيقاظهم من النوم، ناهيكم أن بالفعل 52% من المستخدمين قد فكروا في إلغاء صفحاتهم لقضاء “عطلة عن وسائل الإعلام الاجتماعي”.
والآن، هل لدى أحدهم أعراض مرض الفومو دون أن يدري أنه بحاجة إلى العلاج؟ قَد يُبَرِّر أحدنا أنه ليس شرطاً أن يكون الأمر مرضي، أو أنه إدمان، أعلم هؤلاء الأشخاص جيداً، ودعوني أخبرهم بشيء، أن ما تدَّعونه هو مرض جديد اسمه الـ”هومو” ، إنه: الهروب من الواقع!
0 التعليقات:
إرسال تعليق